تقف الكلمات، وتعجز المعاني عن أن توفي هذه الكلية حقها، فهي لم تكن مجرد مبنى أو أقسام علمية، بل انبثقت من عمق أكاديمي سحيق، يعكس إرث هذه المحافظة التي أنجبت العلماء والمبدعين، وساهمت في رفد العراق بالكفاءات العلمية على مرّ السنين.
من هنا، من أرض المعرفة والعطاء، انطلقت كلية طب الأسنان في جامعة المنارة، حاملة رسالة واضحة ورؤية طموحة لصناعة جيل جديد من أطباء الأسنان يمتلكون من العلم والمهارة والأخلاق ما يؤهلهم لتقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية، محلياً وإقليمياً.

لقد حرصنا، منذ اللحظة الأولى، على بناء منظومة تعليمية متكاملة، تجمع بين الجانب الأكاديمي النظري والتطبيقي السريري، وتستند إلى أحدث الأساليب التربوية والمعايير العالمية في التعليم الطبي.
ونسعى باستمرار إلى تطوير المناهج، وتحديث مختبراتنا، وتوفير بيئة تعليمية وبحثية متطورة، تواكب ما يشهده العالم من تقدم في علوم طب الأسنان وتخصصاته الدقيقة.

إن كلية طب الأسنان ليست فقط مكانًا للدراسة، بل هي فضاء للتفكير، وميدان للابتكار، ومنبر لتخريج أطباء يحملون في قلوبهم حبّ المهنة، وفي عقولهم نور العلم، وفي سلوكهم أسمى القيم الإنسانية.

وإيمانًا منا بدورنا المجتمعي، نولي اهتمامًا بالغًا بخدمة المجتمع، من خلال الحملات التوعوية والعيادات التدريبية المجانية التي تقدم خدماتها للمواطنين، وتعزز في طلبتنا روح المسؤولية والانتماء.

في الختام، أرحب بجميع طلبتنا الأعزاء، وأدعوهم إلى استثمار سنوات الدراسة بكل جدّ واجتهاد، فأنتم أملنا… وأنتم صانعو المستقبل.